بشارة حملة العرش

بسم الله الرحمن الرحيم. ومن البشائر التي لو تأملت بها لسالت عيناك شكرًا لله عز وجل لشدة ما يطمئنك ربك (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( 8 ) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) غافر) تصور العرش كل هذا الكون لا يساوي رأس إبرة في العرش، كم هو العرش إذن؟! العرش يحمله ثمانية (وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17) الحاقة) من حوله من الملائكة كما يقول المفسرون مائة وعشرين صفًا منهم الساجد والراكع وغيرهم. تأمل أنت من أي دولة تكون تخيل لو وضعت حول حدود بلدك صفًا من الرجال كم مليون تحتاج؟ ماذا لو وضعت مائة وعشرين صفًا؟! ماذا لو وضعت على الكرة الأرضية صفًا من الرجال؟ ماذا لو وضعت على الكرة الأرضية مائة وعشرين صفًا؟! كل البشرية الحاضرة لا تكفي، كل البشر الموجودون الآن على الكرة الأرضية لو صففتهم حول الكرة الأرضية لا يكفون، إذن كم هم هؤلاء الذين حول العرش؟! هؤلاء كل مهمتهم يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون لكم (رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ) ثم قال (وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ) ما هي السيئات؟ السيئات ما يحدث عند العرض، الذين يحشرون ويعرضون على ربهم - وهناك من لا يعرضون على الحساب، من البعث إلى الجنة - الذين يعرضون على الله سبحانه وتعالى ثم ينظر في صحائف أعمالهم يقول الحديث "تذوب وجوههم خجلًا مما يعلمون مما في هذه الصحيفة من ذنوب (كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14) الإسراء). حينئذ هذه السيئات هذا القلق والخوف والوجل من الله عز وجل ساعة يطّلع الله تعالى على صحيفة أعمالهم وعلى سجلهم فيشعرون بالقلق والخجل ولو عفا عنهم ولهذا ينبغي أن نعمل جاهدين كي لا نحاسب، "من نوقش الحساب عُذّب، من نوقش الحساب هلك" ولو عفي عنه لشدة الخوف والقلق والحزن. هؤلاء الملائكة كل عملهم يسبحون ربهم ويستغفرون للذين آمنوا فتأمل منذ الأزل إلى يوم القيامة وهؤلاء الملائكة يقولون (فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ) وهم كل الموحدين من كل الأديان. والموحدون في هذه الأمة هم الأمة كلها. أيّ بشارة هذه! وأنت نائم وأنت خطّاء وأنت غافل وأنت لاهي ما دمت من أهل القبلة، النبي صلى الله عليه وسلم يقول "لا تغتروا" يعني كل هذه البشائر للمتقين أي الذين يصلّون هذه لا تنفع إلا من هو متقي، كل هذا للبشر الذين آمنوا (لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا (97) مريم) لذا قال صلى الله عليه وسلم لا تغتروا هذا فقط للمتقين أما الذي لا يصلي ولا يصوم لا تشمله هذه البشائر. إذن هكذا هو الأمر (فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ) هذا الاستغفار لمن اتبع سبيل الله عز وجل أولها الصلاة فمن لا يصلي ليس مشمولًا بكل هذه البشائر (رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) وهذه هي فرصة رمضان فلنحسن التوبة .
وحينئذ عليك أن لا تغفل عن هذه البشارة فإن فيها النجاة النجاة النجاة تريليونات الملائكة منذ آلآف السنين يستغفرون لك فأبشِر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تسلم مصطفى على الموضوع الجميل تقبل مرورى

تسلمى على مرورك

» دعاء مكتوب حول العرش